لسعات للشاعر احمد مطر

شباب هناك نوع قصير من الشعر يسمى لسعات أو ومضات يكون عدد الأبيات فيها جدا قليل بس تكون قصيده كثيفة ومعبره وتقدم صوره شعرية غزيرة جدا" بالمعنى والصورة . واليوم جايبلكم عشر لسعات تخبل للشاعر احمد مطر.طبعا يوصف بأنه شاعر الحرية والنضال وأحيانا" شاعر الشعوب المظلومة .وبما انو اليوم بلدنا العزيز ديمر بظروف جدا صعبه وخيرة أبنائه.من مفكرين ومثقفين وإبطال في الجيش السابق..وحتى إبطال على الساحة ألان.ساحات الجهاد.يقبعون في السجون ويعذبون بأنواع من التعذيب يندى لها جبين الانسانيه.. ولأننا فخورين بعراقيتنا وفي نفس الوقت غير فخورين بحكومة الشرطة السرية والمخابرات والاعتقالات العشوائية والظلم والطائفية.. حكومة ألعماله والثمالة.حكومة اللصوص والاستبداد. تعمدت اجيبلكم هاي اللسعات المعبرة والتي تنم وتعبر عن واقع كل عراقي شريف وغيور
أتمنى إن تروق لكم..



اللسعة الأولى :

ربما الماء يروب ...

ربما الزاني يتوب...

ربما يبرأ شيطان فيعفو عنه غفار الذنوب...

ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب ...

لكن هيهات هيهات ...أن يبرأ حكام العرب من ذنب الشعوب...






اللسعة الثانية

أين المفر ..؟


المرء في أوطاننا

معتقل في جلده

منذ الصغر

وتحت كل قطرة من دمه

مختبئ كلب أثر

بصماته لها صور

أنفاسه لها صور

أحلامه لها صور

المرء في أوطاننا

ليس سوى اضبارة

غلافها جلد بشر

أين المفر؟

* * *

أوطاننا قيامة

لا تحتوي غير سقر

والمرء فيها مذنب

وذنبه لا يغتفر

إذا أحس أو شعر

يشنقه الوالي.. قضاء وقدر

إذا نظر

تدهسه سيارة القصر.. قضاء وقدر

إذا شكا

يوضع في شرابه سم

.. قضاء وقدر

لا درب.. كلا لا وزر

ليس من الموت مفر

يا ربنا

لا تلم الميت في أوطاننا إذا انتحر

فكل شيء عندنا مؤمّمٌ

حتى القضاء والقدر!




اللسعة الثالثة




التهمـة

كنت أسير مفردا

أحمل أفكاري معي

ومنطقي ومسمعي

فازدحمت من حولي الوجوه

قال لهم زعيمهم: خذوه

سألتهم ما تهمتي

فقيل لي ........ تجمع مشبوه؟؟؟؟؟





اللسعة الرابعة


كلب والينا المعظم

عضني اليوم ومات

فدعاني حارس الامن لاعدم

عندما اثبت تقرير الوفاة

ان كلب السيد الوالي تسمم







اللسعة الخامسة




زائدة دودية


أذكر ذات مرة أن فمي كان به لسان

وكان يا كان

يشكو غياب العدل والحرية

واحتقاره للشرطة السرية

فأجرى له السلطان جراحة رسمية

من بعد ما أثبت بالأدلة الشرعية

أن لساني في فمي
زائدة دودية




اللسعة السادسة



صارت عندك دوله



أحضر سلة

ضع فيها أربع تسعات
ضع صحفاً منحلة
ضع مذياعاً
ضع بوقاً
ضع طبلة


ضع شمعاً أحمر
ضع حبلا
ضع سكيناً
ضع قفلاً …. ولا تنسى قفله

ضع كلباً يعقر بالجملة
يسبق ظله
يلمح حتى اللا أشياء
يسمع ضحك النملة

و اخلط هذا كله
و تأكد من غلق السلة
ثم اسحب كرسياً و اقعُد
فلقد صارت عندك دولة





اللسعة السابعة


هوية


في مطار أجنبي

حدق الشرطي بي

قبل أن يطلب أوراقي

ولما لم يجد عندي لسانا أو شفه

زم عينيه وأبدى أسفه

قائلا: أهلا وسهلا

يا صديقي العربي .......!






اللسعة الثامنة


العهد الجديد

كان حتى الإكتئاب ...

غارقا في الإكتئاب !

فجميع الناس في بلدتنا

بين قتيل ومصاب ....

والذي ليس على جثته بصمة ظفر .!

فعلى جثته بصمة ناب ...!

كلنا يحمل ختم الدولة الرسمي

من تحت الثياب .........!


اللسهة التاسعة

إفرض أني في صحراء..

لازاد لدي ولا ماء...

لاظل لدي سوى ظلي...

يتقافز محميآ مثلي....

بالرمضاء من الرمضاء...

في الجو نسور جائعة ...

في الأرض عقارب سوداء...

وسبيلي تيه...

ودليلي في التيه عواصف هوجاء...

إفرض أني في هذي الأثناء...

أصغيت إلى صوت نداء...

يهتف: موتك أصبح وشيكا ... قم وأطلب نجدة أمريكا ... لن ينجيك سوى أمريكا ...

أتراني سأختار طريق الموتى...؟؟

أم أقفو طرق الأحياء..؟

أعتقد بأني سيأظل أهيم على وجهي...

حتى يقتلني الإعياء....






اللسعة العاشرة

حبسة حرة


إختــــــــفي صــوتي

فراجعت طبيــــــــــبي في الخفـــــــاء ,

قال لي : ما فيــــك داء.

حبســــــة في الصوت لا أكثر..

ادعـــوك لأن تـــد عـــوا عليـــها بالبقـــاء

قــدر حكمتـــه أنجتك من حكـــم القضاء

حبســـــة الصـــــــــــــوت.

ستعفيك من الحبـــــــــــــــس

وتعفيـــــك من المــــــــــوت

وتعفيـــــــــك من الارهاق

ما بيـــن هــروب واختبــــاء

وعلي اســــــوأ فرض

ســــوف لن تهتـــف بعــد اليـــوم صبحـــا ومســــــــــاء

بحيــــــــــا ة اللقطـــــــــــــــــاء...

باختصـــــــــــار...


أنت يا هــــذا مصـــاب بالشـــــــــــــــــــــــــــــــــفاء




تحياتي

جيفـــــــــارا




....