الجار في العراق

</TD></TR>

04/07/2009

الجيران - جريدة الصباح - تعد المناهج الدراسية منظومة معرفية (ابستمولوجية) وقيمية وذوقية تثري عقول النشء بما تتضمنه من معلومات متراكمة وبما استجد في آفاق التطور العلمي.او كما يقول علماء التربية ان المنهج الدراسي هو وعاء المعرفة ولسان التربية وبهذا يمكننا ادراك ان المناهج الدراسية بمفرداتها وموضوعاتها تتضمن رؤية تربوية فضلا عن تنمية افكار الطالب وتوسيع آفاقه وتعميق ثقافته لان مهمة تلك المناهج ليس التعليم التلقيني كما يظن البعض انما الاعداد والتوجيه والاثراء المعرفي. ومايهمنا التركيز عليه في مناهجنا الجديدة هو الرؤية المنفتحة والتفاعل الحضاري او كما يقول احد الكتاب المحدثين في هذا المجال (ليس من حق المناهج الدراسية التعليمية الجديدة في العراق اذا اردنا جديداً ـ ان تميل الى الايديولوجيات، دينية، قومية، حزبية، اثنية، طائفية، فئوية..، ليس من حق المنهج ذلك مع حفظ الاعتبار لكل انواعها طالما وجد حق التأسيس في النظام التعليمي لمدارس خاصة سواء اكانت دينية ام غيرها، ومن اصول المنهج التعليمي ان يكون (علميا فقط) لا يخضع للايديولوجيا) لاسيما في مناهج الادب والنصوص لان الافتراضات الايديولوجية المسبقة تفرض عليه ـ اعني الادب ـ رؤيتها الضيقة ما يسلب الطالب عقله ومن ثم برمجته وفق نظام خاص يجنده للتطرف لا للبناء والتنمية، وعلى رأي الكاتب نفسه (ان مخاوفنا لاتقف عند حد هيمنة الايديولوجيا على المناهج الدراسية فحسب انما تتعدى الى الانكماش على المناهج التقليدية التي عفا عليها الزمن تحت وهم ان في تراثنا ما يكفي لتربية اجيالنا، ذلك الوهم الاتي من التغني بالامجاد السالفة وادارة الظهر الى المستقبل، فلا يصح تجاهل الاخر (الاوروبي) ونحن نعيش على منجزاته العلمية ونكفره ونطالب بعقد شراكة حضارية معه هذا يجعل الجيل مزدوج الشخصية، نريد من مناهجنا الجديدة ان تطلق الحرية المعرفية حتى نخلق لاجيالنا فرصتها المستقبلية) ولا ننسى ان تأليف المناهج عامة ومنهج الادب والنصوص بخاصة ليس قضية مزاجية تخضع لاعتبارات شخصية ودوافع ذاتية انما هي مسؤولية كبيرة يتنازعها الحرص على الوطن وابنائه ويحركها الضمير الوطني المتسامي على الفرقة والتمزق والانوية والفئوية... والمناهج تخضع لرؤية مستقبلية واهداف ينبغي ان تسهم بمفاهيمها المعرفية والمهارية وتكوين التوجهات المفيدة اسهاما في تعميق الانتماء للوطن بكل مقوماته بعيدا عن الاقليمية الضيقة والتعصب والعنصرية ولابد ان تتوفر في المنهج السلامة التربوية والفكرية والعلمية واللغوية بل حتى الاهتمام بالجانب الاخراجي بطريقة فنية لافتة وجاذبة للطالب، فضلا عن الاهتمام بالاهداف الخاصة بمادة اللغة العربية عموما كالاهتمام بقيمة اللغة العربية في التعبير عن المعاني والافكار وتنمية مدارك الطالب الوجدانية وتحفيزه على الانتفاع بالموروث الادبي العربي لاسيما النصوص القرآنية والحكايات والخطب والرسائل وكذلك الاجناس الحديثة كالقصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالة وخلق الذائقة الادبية لديه لتذوق عناصر الجمال الفني في النصوص الادبية. سقنا تلك الافكار التنظيرية بعد اطلاعنا على المقالة الموسومة بـ(غياب الادب العراقي في المناهج الدراسية) للكاتب ابراهيم سبتي والمنشورة في جريدة الصباح/ الصفحة الثقافية في 28/ايار/2009 التي حرص فيها الكاتب حرصا جاداً على اعادة النظر في مناهج المطالعة والادب والنصوص داعيا الى التوسع في الحديث عن الادب العراقي المعاصر ومبدعيه من اجل ان يتعرف الطلبة على رموز بلادهم في المجال الابداعي، يقول: (ان الملاحظ في المناهج العراقية وجود نسبة قليلة جداً من الادباء العراقيين في كتب المطالعة والنصوص، وما موجود من المواد الاخرى يتجاوز التسعين بالمئة هم من ادباء وكتاب اخرين) وفي الوقت الذي اغبط فيه الكاتب على حرصه الشديد على الطلبة ورغبته في تمجيد الطاقات الابداعية للعراقيين من شعراء وادباء وكتاب الومه على تعسفه في اطلاق الاحكام من دون استقراء حقيقي لتلك المناهج، ولعله محق بعض الشيء في ملاحظته لكتب المطالعة التي كان هدف مؤلفيها توسيع آفاق الطالب وتزويده بالمعارف الانسانية العامة لانها ليست ملكا لاحد قدر انفتاحها على الانسانية جمعاء، فلم يقتصر كتاب المطالعة على الادب وحده لكون الادب والنصوص حصرا على ذلك انما يشمل التعريف باعلام الفكر والثقافة والعلوم من عراقيين وعرب وغربيين في كل المجالات المعرفية حتى لا يبقى الطالب محبوساً في حلقة محدودة من المعرفة الانسانية والغور في الاقليمية الضيقة. اما منهج الادب والنصوص فله شأن آخر فمادة الادب تهتم بأمرين هما: تاريخ الظاهرة الادبية ومن ثم تحليل نصوص مبدعيها ولايمكن تدريس الادب الحديث من دون الاهتمام بحركات التجديد في الوطن العربي التي اثرت بالادب العراقي بلاشك ولايمكن دراسة تلك الحركات من غير التعريف ببعض اعلامها من العرب، فدراسة مدرسة المهجر تستدعي دراسة ادب بعض مبدعيها وكذلك الديوان وابوللو ولعل ظهورمدرسة الشعر الحر في العراق كان استثماراً لجهود تلك الحركات ولقد اتحفنا رواد الشعر الحر بمنجز ابداعي راق وترسخت تلك المدرسة باتساع مبدعيها بعد الرواد فكانت لهم اليد الطولى في مجال التجريب والتألق ولقد ظهرت انماط شعرية جديدة كقصيدة القناع والتوحد والتخارج والقصيدة الومضة وقصيدة المعادل الموضوعي وغيرها من انماط الشعر الحر، والطالب معني بمعرفة منجزات تلك المدرسة بل لابد ان يعرف شيئاً عن (قصيدة النثر) ومبدعها من العرب والعراقيين اما التعريف بالمبدع فملازم للحديث عن نصه الشعري ولعل التعليق النقدي في منهج الادب والنصوص ليس تحليلا خالصاً للنص الادبي انما فيه بعض مما قاله النص وكيف قيل النص مع بعض اليسر في العرض وسهولة المأخذ في التلقي لكي يتفاعل الطالب مع النص بما ينمي ذائقته الادبية وتدريبه على ضبط رسم الكلمات وترتيب الافكار وتمكينه من فهم مايقرأ او يحفظ فضلاً عن القراءة الصحيحة والنطق السليم والاستيعاب. والادب العراقي يشغل مساحة واسعة في الابداع الانساني وشعراؤنا ثروة هائلة لا حدود لطاقاتها ولاحصرلهم وليس من المعقول ان يذكر كل الشعراء العراقيين في المنهج فالمعقول الاستشهاد بالتجارب الشعرية الراسخة ممن يمثلون الاتجاه المدروس في الادب ولا اعرف من اين جاءت فكرة الكاتب ابراهيم سبتي بان الادب والنصوص فيه غياب للرموز الادبية من المبدعين العراقيين وان نسبة العرب تفوق التسعين بالمئة؟!! ولعل في هذه النسبة تعسفاً واضحاً لايسنده الاستقراء ولا المنطق العلمي فلقد فات الكاتب ان الادب الحديث لايدرس الا في مرحلتين دراسيتين هما الثالث المتوسط والسادس الاعدادي وما يذكر من الشعراء العراقيين في الثالث يفضل عدم اعادة ذكره في السادس الاعدادي الا بعض الاستثناءات كذكر الجواهري واعادة ذكر نازك والسياب بتوسع واضح ومن الشعراء العراقيين الذين ورد ذكرهم ودرسوا دراسة وافية في منهج الثالث المتوسط الرصافي والصافي النجفي والجواهري ومحمد مهدي البصير وعلي الشرقي وانور خليل وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي ولميعة عباس عمارة وجميل صدقي الزهاوي وخالد الشواف في الشعر المسرحي ومهدي عيسى الصقر في القصة القصيرة وفهمي المدرس في ريادة المقالة اما الشعراء العرب المذكورون فهم ايليا ابوماضي، حافظ ابراهيم الشابي، ابراهيم طوقان، بدوي الجبل، عبد الله البردوني واحمد شوقي وفي الخطابة مصطفى كامل وبنظرة عامة يعرف القارئ ان عدد الشعراء العرب يمثلون ثلث المنهج فقط اذ بلغ عددهم سبعة شعراء فقط وتناول منهج الادب والنصوص للسادس الاعدادي الشعراء العراقيين ممن يمثلون حركات التجديد في الشعر العربي كالاحياء والمحافظين (مدرسة الشعر الاجتماعي) والديوان وابوللو ومدرسة الشعر الحر (الرواد) ومنهم محمد سعيد الحبوبي وعبدالمحسن الكاظمي والجواهري ممثلين لمدرسة احياء الشعر العربي وعبد القادر الناصري وحافظ جميل ورشدي العامل ومصطفى جمال الدين ومحمد رضا الشبيبي ممثلين لمدرسة ابو للو المتأثرة بالشعر الرومانسي وجميل صدقي الزهاوي ممثلا لمدرسة الشعر الاجتماعي وفي الشعر الحر ورد ذكر السياب ونازك ممثلين لهذا الاتجاه ومابعد الرواد ورد ذكر حسب الشيخ جعفر من الستينيين وسعدي يوسف ويوسف الصائغ من دون دراسة لقصائدهم اما في الشعر المسرحي فقد درس محمد علي الخفاجي وفي القصة القصيرة درس موسى كريدي ثم استبدل محمد خضير مع ذكر كتاب القصة او الرواية من العراقيين ذكرا تعريفيا وفي المقالة تناول المنهج د.علي جواد الطاهر ممثلا للمقالة في العراق مع الاشارة لكتاب المقالة الرواد ومن بعدهم من العراقيين تعريفا بهم اما الشعراء العرب فقد تناول المنهج عددا منهم ممن يمثلون الاتجاه الذي ينتمون اليه كالبارودي وحافظ ابراهيم وعلي محمود طه وعمر ابو ريشة وميخائيل نعيمة وصلاح عبد الصبور وامل دنقل ومن شعراء القضية الفلسطينية عبد الرحيم محمود وفدوى طوقان ومحمود درويش وفي الخطابة عبدالله النديم وطه حسين في الايام. والخلاصة ان عدد المبدعين العراقيين يفوق عدد العرب بنسبة الضعفين ولااعرف من اين جاءت نسبة التسعين بالمئة التي اوردها الكاتب والتي لاتخلو من تعسف واضح اما من ذكرهم من العراقيين فهم قامات شامخة في مجال الابداع بلاشك ولكن المنهج تناول اقرانهم الارسخ والاهم فكمال سبتي وهو من السبعينيين وكذلك مالك المطلبي مثل جيلهما حسب الشيخ جعفر لكون (مالك ) تخصص بالنقد وعزف عن الشعر ولايخرج سركون بولص عمن ذكرناهم ايضا ونامل الا يتحكم مزاج الكاتب وذائقته في اطلاق الاحكام جزافا وعلى المنهج ان يأخذ برأيه دون سواه.

شكرا وردة لا تحرمنا من مزيدك تقبل مروري تحياتي لك

يسلمووو وردة انشاء اللة المزيد
تقبل ودي

انشاء الله :وسام :

شكرا يا وردة عاشت ايدك والله موضوع يستحق التقييم العالي :حصريا:

يسلموا موضوع حلو

شكرا على الموضوع الرائع

عاشت الايادي على المرور

يسلمووووووووووووو يا ورده عاشت ايدك وتقبل مروري

شكرا يا ورده